كيف تهدد تصريحات بن غفير الوضع القائم في المسجد الأقصى؟ بقلم توفيق الناصري

موقع مصرنا الإخباري: في الممارسة العملية، يتم التعامل مع الساحة الشرقية للمسجد الأقصى على أنها “كنيس غير معلن”، حيث يؤدي المستوطنون الغزاة طقوسهم خلال فترات الاقتحامات.

كانت التصريحات الأخيرة لوزير الشرطة الإسرائيلي إيتمار بن غفير بمثابة تصعيد آخر نحو فرض واقع جديد في المسجد الأقصى. وأكد بن غفير نيته بناء كنيس في المسجد الأقصى لتسهيل إقامة الصلاة للمستوطنين هناك، بعد أسابيع قليلة من دعوته المستوطنين لأداء الصلاة علانية في المسجد.

من ناحية أخرى، أعلنت الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لأول مرة أنها ستمول اقتحامات المستوطنين للأقصى. وستخصص وزارة التراث الإسرائيلية ميزانية قدرها مليوني شيكل (حوالي 540 ألف دولار) لهذا الغرض. وجاء هذا القرار، بحسب قناة كان الإسرائيلية، بدعم من حزب بن غفير ونائب قائد الشرطة الذي عينه الوزير.

غير مقبول وغير قانوني

كل هذه التطورات حدثت في الوقت الذي تشدد فيه شرطة الاحتلال القيود على المصلين المسلمين، وتمنع المئات من دخول المسجد وتصدر قرارات إبعاد بحق أكثر من ألف فلسطيني.

تم اعتقال الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، وهو أعلى شخصية في القدس المحتلة، والتحقيق معه قبل أقل من شهر. وصدر بعد ذلك قرار بإبعاده عن المسجد ومنعه من دخوله لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد.

ورداً على تصريحات بن غفير، قال صبري إن الغرض من هذه الإجراءات هو تأمين أصوات الجمهور الإسرائيلي، الذي يرى أنه يتجه بشكل متزايد نحو التطرف والتعصب.

وأكد أن سياسة منعه وغيره من المسلمين من دخول المسجد الأقصى غير مقبولة وغير قانونية وتخالف القوانين الدولية وحرية العبادة.

وأوضح أن “الهدف من ذلك هو إخلاء الأقصى من المسلمين وإفساح المجال للمستوطنين الذين يقتحمونه بقوة تحت حماية مشددة من الشرطة، وهذا يعني أن حكومة الاحتلال مسؤولة بشكل مباشر عن هذه الاقتحامات والانتهاكات التي تحدث”.

وأكد الشيخ “نؤكد على حقنا المشروع في الأقصى، وليس لليهود أي حق فيه”.

كنيس غير معلن

منذ تولي بن غفير منصبه وزيرا للشرطة في يناير 2023، اقتحم المسجد الأقصى ست مرات -ثلاث منها بعد اندلاع الحرب على غزة- وأكد علناً سياسة السماح للصهاينة بأداء الشعائر في الأقصى أربع مرات حتى الآن. الوزير المتطرف هو جزء من حركة صهيونية دينية تسعى إلى إعادة إنتاج الصهيونية كحركة قومية دينية.

وقال الباحث في شؤون الأقصى زياد ابهايس لـ«الميادين» إنه يفسر تصريحات بن غفير على أنها تعبير عن أجندة عملية، حيث تلقى بن غفير فور توليه منصبه قائمة من 11 مطلباً من تحالف منظمات الهيكل المتطرفة، وتضمنت هذه المطالب السماح باقتحام المسجد الأقصى دون إذن، وزيادة الحماية للصهاينة أثناء اقتحامهم للمسجد، والسماح لهم بأداء طقوسهم، وإدخال أدوات الصلاة التوراتية، وبناء كنيس في الأقصى.

ووفقاً لابهايس فإن الساحة الشرقية للمسجد الأقصى تعتبر عملياً «كنيساً غير معلن»، حيث يؤدي المستوطنون طقوسهم أثناء الاقتحامات، بينما يُمنع المصلون والعاملون في الساحات وحراس الأقصى وموظفو الأوقاف من دخول المسجد أو حتى الاقتراب منه.

أكد إبهايس”إن الوزير الإسرائيلي يحاول ترسيخ حقيقة كان يجهز لها، بهدف استبدال المسجد الأقصى بالكامل وتحويله إلى معبد. يجب أن نأخذ هذا على محمل الجد ونواجهه بكل الطرق الممكنة. يمكننا أن نبدأ بكسر القواعد التي وضعوها للساحة الشرقية للمسجد”.

يقوم بن غفير ونتنياهو عمداً بلعبة لعب الأدوار. بينما يفرض بن غفير تغييرات محددة، يمضي نتنياهو في تلك التغييرات ويعلن بعد ذلك الالتزام بـ “الوضع الراهن” الذي تم إنشاؤه حديثًا.

عمليًا، منذ 13 أغسطس 2024، تم أداء طقوس “السجود الملحمي” بشكل جماعي خلال كل اقتحام تقريبًا للأقصى. هذه الطقوس، التي كانت المرة الأولى التي أقيمت فيها على الإطلاق، تبني على هجمات تدريجية سابقة تهدف إلى محو الهوية الإسلامية للمسجد.

جاءت تصريحات بن غفير في الشهر الحادي عشر من الحرب، الأمر الذي يؤكد أن هذه الحرب وسابقاتها هي استمرار لمشروع الاستبدال الديني في الأقصى، ورغم الانتكاسات التي فرضتها الحروب والانتفاضات وما نتج عنها من اهتزاز الثقة بالمشروع الصهيوني، إلا أن محاولات تغيير هوية المسجد الأقصى ما زالت مستمرة، رغم أن الاحتلال الإسرائيلي لم يقم بواجبه في حماية المسجد الأقصى من أي اعتداء أو تدنيس أو تهويد.

شرطة الاحتلال
فلسطين المحتلة
الضفة الغربية المحتلة
المستوطنون الإسرائيليون
القدس المحتلة
قوات الاحتلال الإسرائيلي
القدس
الأقصى
الضفة الغربية
وزير الشرطة الإسرائيلي
الاحتلال الإسرائيلي
المسجد الأقصى
ايتمار بن غفير

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى