موقع مصرنا الإخباري:
كتب الصحفي كمال محمود اليوم عن سبب فقدان النادي الإهلي، لصدارة الدوري الممتاز، بل وإهدائه إلى غريمه التقليدي، نادي الزمالك، وذلك لعدة أسباب، منها ماهو فني، وما هو تكتيكي، لتجهيز جميع لاعبي النادي، للمواجهات الإفريقية.. وهذه النقطة مهمة بل وفي غاية الأهمية، ولكن الوسيلة التي اتبعها موسيماني مدرب الفريق، لم تكن ناجحة، وكان هناك اخفاق فيها، وهذا ما جعل النادي يتعثر أمام المقاولون العرب، ويفقد على اثرها صدارة الدوري الممتاز…
ما فعله الأهلي فى الشوط الثانى أمام المقاولون العرب بتسجيل ثلاثة أهداف ملعوبة قلب بها تأخره بثنائية فى الشوط الأول إلى فوز ثمين هو الطبيعى والمعتاد، ومفترض أن يكون هكذا دائما باعتبار ذلك من شيمة الكبار.. لكن المؤكد أن ما حدث قبل تسجيل الثلاثية يكشف أن هناك خللا فنيا فى الأهلى!.
الخلل الفنى فى الأهلى ما هو إلا نتاج محاولات ما من مدربه موسيمانى.. هو يريد أن يجهز كل اللاعبين لكأس العالم للأندية حتى يكون الجميع أمامه متاحا فى أى وقت يحتاج إليه وعلى أهبة الاستعداد لأى ظروف، وهذا شىء جيد فى غايته ولكن غير جيد فى وسيلته.
مشكلة موسيمانى مع الأهلى أنه يثق فى بعض اللاعبين أكثر من آخرين غيرهم، ويرى أن هؤلاء -من يثق بهم- هم الأفضل فى تطبيق أفكاره، لذا يبدأ بهم التشكيل الأساسى فى المباريات، ومعهم الأهلى يظهر بشكل سلبى فى الشوط الأول يصل لدرجة العدم وهذا ما تكرر فى الكثير من المباريات الأخيرة وبدا ملاحظا للقاصى قبل الدانى.
لماذا لا يتجاوز موسيمانى الخلل فى الأهلى ويؤدى فى الشوط الأول بنفس الخطة والتشكيل التى يؤدى بها الشوط الثانى؟ لماذا يصر على والتر بواليا وحسين الشحات وكهربا من البداية؟ وهم لا يؤدون بالشكل المطلوب وبعيدون تماما عن مستواهم.. ومن الممكن الاستعانة بهم فى الشوط الثانى.
ألم يدرك حتى الآن موسيمانى أن محمد شريف هو فرس رهان الأهلى الحالى، وهو الأجدر والأحق أن يكون المهاجم الأساسى فى الفريق الأحمر الفترة الأخيرة فى ظل إسهاماته الكبيرة والأداء القوى الذى يقدمه منذ عودته مجددا عقب إعارة عاما فى إنبى.. ألم يعِ موسيمانى أن بواليا ليس المهاجم الذى فى خياله وقادر على أن يحقق له كل الأمانى التى يتمناها فى مهاجمه؟.. ربما يكون كذلك ولكن ليس الآن وهذا ما كشفته المباريات السابقة ولو استمر فى التعامل معه بهذا المنطق والدفع به من بداية المباريات سيصل به ومعه إلى “الحرق” بلغة الكرة.
فوز الأهلى المتأخر على المقاولون تحقق بفضل روح الفانلة الحمراء أكثر من أى شيء آخر، أينعم كان للفوارق الفنية من ظاهر وشريف وأفشة دور كبير فى الريمونتادا التى تحققت ولكن الفارق الأكبر يتمثل فى الحالة القتالية التى ظهر عليها الأهلى فى الشوط الثانى والدوافع الكبيرة من اللاعبين بتعويض التأخر دون الارتكان إلى الروح الانهزامية.. وهذا هو سر الأهلى.
وإذا الشىء بالشىء يذكر ومع سيرة الفوارق الفنية بين اللاعبين فى الأهلى.. لا بد أن تأتى سيرة المدافع المغربى صاحب الأداء المختلف عن أى مدافع آخر فى الأهلى.. إذ مع غيابه عن مباراة المقاولون للإجهاد بسبب نزلة برد، وضح تأثير ذلك على المنظومة الدفاعية فى الأهلى والمهام المتنوعة التى كان يؤديها منذ أول مباراة له مع الأهلى بجودة كاملة، ومساعدته فى تنفيذ خطة المدير الفنى ببدء الهجمة من الخلف وتحقيق الضغط المبكر والمتقدم لإرباك الخصوم، وهو ما لم يتوافر فى أى مدافع حالى بصفوف الأهلى.