سخر كاتب إسرائيلي معروف من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اتهمه بأنه يواصل تخريب العلاقة مع الولايات المتحدة والانخراط في معارك داخلية في وقت تستعد فيه إسرائيل لمواجهة مع إيران وحزب الله.
وشن بن كسبيت في مقاله بصحيفة معاريف هجوما لاذعا على نتنياهو الذي قال إنه “وقف متجمدا ومتحجرا في وجه التاريخ وامتنع عن القيام بالشيء الصحيح في وقت تقف فيه إسرائيل مجبرة على القتال في 7 ساحات مختلفة”.
وقال “لقد تحطم الغلاف (غلاف غزة) واشتعلت النيران في الشمال وفي إسرائيل، ولكن نتنياهو لا يزال يرفض صفقة مع حماس من شأنها أن تؤدي إلى اتفاق تاريخي مع المملكة العربية السعودية وإنشاء تحالف دفاعي إقليمي مناهض لإيران، بل يفضل الاشتباك مع الرئيس بايدن، والتهرب (مرة أخرى) من مسؤوليته عن 7 أكتوبر/تشرين الأول، والبحث عن طرق لطرد وزير دفاعه يوآف غالانت”.
قيم مشتركة
وتحدث الكاتب عن الدعم الأميركي لإسرائيل، ووصف إرسال مقاتلات وحاملات الطائرات والغواصات والبوارج إلى المنطقة بأنه “مثير للإعجاب، وتم إجراؤه بسرعة وكفاءة خلال الأسبوعين الماضيين”.
وبينما تحدث عن أمر الرئيس الأميركي جو بايدن باستخدام كل قوة أميركا لتوفير ذلك الدعم تساءل الكاتب “إذا افترضنا أننا نجونا من هذه الأزمة أيضا فكم من الوقت تعتقد أن آلة السم البيبية (نسبة إلى نتنياهو) ستستغرق لإعادة مهاجمة الأميركيين مرة أخرى والبدء في انتقاد إدارة بايدن أو نائبته والمرشحة الرئاسية القادمة كامالا هاريس، بل واتهامها بأنها معادية للسامية؟”، وأجاب ساخرا “شيء ما بين نصف ساعة ونصف يوم”.
وعلق على ذلك قائلا “آمل وأدعو الله من أجلنا جميعا ألا نصل إلى اليوم الذي يتعب فيه رئيس أميركي من هذه العصابة السخيفة والبلد الذي استولت عليه”، مضيفا “لسوء الحظ نحن نقترب من ذلك اليوم”.
وزعم الكاتب أن الدعم الأميركي التقليدي لإسرائيل يعتمد أكثر من أي شيء آخر على “القيم المشتركة”، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت تسمى “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط” وكان ينظر إليها على أنها أكبر “حاملة طائرات أميركية”، وقال إنها فقدت هذه الميزات، ملقيا باللوم في ذلك على نتنياهو الذي “يرى أن جميع مخلوقات الأرض الأخرى مقدر لها في الواقع أن تقدم لإسرائيل الخدمات”.
واتهم الكاتب نتنياهو وأتباعه في الحكومة بأنهم “يمزقون بوليصة التأمين على الحياة الحيوية الخاصة لإسرائيل”، وقال “هل يمكنك أن تتخيل 7 أكتوبر/تشرين الأول دون وصول بايدن محاطا بحاملات الطائرات وتهديداته الشهيرة لإيران وحزب الله؟”.
وتابع “اليوم من الواضح تماما أن الأميركيين منعوا في بداية الحرب حسن نصر الله وقوة الرضوان التابعة له من الانضمام إلى الحرب، الأمر الذي كان سيؤدي إلى كارثة، وفي الأيام الحالية استخدم الأميركيون كل أدواتهم لكبح جماح جميع الأطراف، وواجهوا حلقة النار التي تشتد حول إسرائيل بحلقة نار أكثر قوة”.
وختم متسائلا “هل يمكن محاولة تخيل كل هذا بدون هذا التحالف مع الولايات المتحدة؟”.
وأكد بن كسبيت أن “الولايات المتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل إذا هوجمت، وستفعل كل شيء للدفاع عنها، لكنها لن تشارك في إشعال المنطقة، ولن تشارك في شن حرب إقليمية، ولن تدعم ردود الفعل المبالغ فيها أو العنيفة بشكل مفرط من قبل أي طرف”.
لكنه قال “لست متأكدا من أن نتنياهو يجب أن يخاف من حرب إقليمية”، مشيرا إلى أن “المشكلة هي أنه كان منذ فترة طويلة خارج السيطرة على الوضع، إنه دمية جورب يتلاعب بها بن غفير وسموتريتش من هنا والزوجة (سارة) والابن (يائير) من هناك”.
وأكد الكاتب على حقيقة أن جميع رؤساء الوزراء في إسرائيل فهموا الأهمية الهائلة للدعم الأميركي، ولكن نتنياهو “تشاجر مع رؤساء أميركيين سابقين، في حين لم يعد جو بايدن (آخر رئيس ديمقراطي قال عن نفسه إنه صهيوني) قادرا على تحمّل مراوغات نتنياهو”.
التطبيع ووقف الحرب
وبينما تحدث بن كسبيت عن الإعلان الأميركي عن النجاح في سد الفجوات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار اعتبر أن “التوقيع الإسرائيلي على هذا الاتفاق سيجعل من الممكن التوصل إلى اتفاق تاريخي مع المملكة العربية السعودية على الفور تقريبا وتأسيس التحالف الإقليمي المناهض لإيران برئاسة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل”.
وأضاف “كما سيساعد ذلك في إغلاق الحدث في الشمال باتفاق أو بدونه، هذا سيحول هزيمتنا في 7 أكتوبر إلى نوع من النصر الإستراتيجي بشكل عام”.
وقال “إن هذا الحدث هو ما حلم به نتنياهو طوال حياته، ولكنه الآن لا يتخذ هذه الخطوة، ووقف متجمدا ومتحجرا أمام التاريخ، مثل غزال عالق في أشعة ضوء سيارة مسرعة قبل الاصطدام مباشرة، إنه يرتجف، إنه خائف”.
وأوضح قائلا “إنه يعلم أنه من أجل قبول السعودية والإمارات والبحرين والمغرب والعديد من البلدان الأخرى عليه أن يتمتم بشيء ما بشأن القضية الفلسطينية، إنه بحاجة للعودة إلى طريق المفاوضات”.
لكن الكاتب عاد إلى تأكيد موقف الفرقاء السياسيين في إسرائيل، وقال مطمئنا نتنياهو “لسنا بحاجة إلى إقامة دولة فلسطينية، فرص حدوث مثل هذا الشيء في جيلنا منخفضة وتصل إلى العدم”، وبرر ذلك بالقول “لا يوجد أحد على الجانب الآخر (الفلسطينيون) يمكنه توقيع أي اتفاق مع إسرائيل”.
وأكد في هذا السياق حقيقة موقف نتنياهو بأنه “لا يخشى قيام دولة فلسطينية، بل يخشى انهيار حكومته”.
وأضاف “ولهذا السبب وبسبب ذلك فقط رهن مستقبلنا جميعا، ويراهن على أمن الجميع، ويقول لنفسه إنه ينتظر دونالد ترامب على الرغم من أنه يعلم أن فرص ضياع هذه الفرصة (صفقة التبادل) بحلول الوقت الذي يصل فيه ترامب عالية جدا، كما أن الثقة في أن ترامب سيأتي في مرحلة ما لم تعد كما كانت عليه من قبل، في الوقت الحالي تتمتع كامالا هاريس بزخم هائل”.
وانتقد الكاتب مصطلح “النصر الكامل” لنتنياهو، وقال إن استمرار الحرب لن يحقق ذلك.
وعن مقابلته التي أجراها مع مجلة تايم هذا الأسبوع، قال “التصريح الذي أسرني من تلك المقابلة كان: سأبقى رئيسا للوزراء طالما أستطيع أن أقود إسرائيل إلى الأمن، بيان يجب أن يعطى تصنيفا خاصا كواحد من أكثر العبارات بعيدة المنال على الإطلاق”.
وتابع “هل تطمح أن تقودنا إلى الأمن يا بيبي؟ بعد كل شيء، لقد كنت تقودنا إلى هذا الأمن لمدة 17 عاما، لقد تجاوزت منذ فترة طويلة الرقم القياسي لبن غوريون، انظر حولك، انظر إلى أين قدتنا، إلى 1500 قتيل و250 مختطفا واحتلال للغلاف من قبل حماس وتدمير شامل في المجتمعات الشمالية، هاجمتنا إيران لأول مرة من أراضيها بمئات الصواريخ والقذائف، هاجمنا الحوثيون لأول مرة في إيلات وتل أبيب”.
وأضاف في توصيف الحالة التي وصلت إليها إسرائيل بقيادة نتنياهو “عشرات الآلاف من الإسرائيليين من الشمال والجنوب هم لاجئون في بلدهم، 7 ساحات تقاتل إسرائيل في وقت واحد، أصبحت إسرائيل دولة منبوذة في العالم، المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي حولتنا إلى نصف جنوب أفريقيا”.
وتابع “انخفض التصنيف الائتماني لأول مرة في التاريخ، فرضت العقوبات على المواطنين الإسرائيليين، احترق غلافنا، وتخلينا عن الجليل الأعلى، الإسرائيليون يدفنون موتاهم في منتصف الليل ويهربون للنجاة بحياتهم، هذا هو المكان الذي قدتنا إليه، كيف لا تخجل؟”.
وختم مقاله بالقول إن “الاستمرار في تفكيك القضاء المستقل هو أحدث حاجز يفصلنا عن إعلان إسرائيل رسميا دولة منبوذة”.
المصدر : معاريف