موقع مصرنا الإخباري:
لا تتوانى الدولة المصرية للحظة واحدة خلال السنوات السبع الماضية فى الاهتمام بالمشاريع الأثرية بجميع محافظات مصر، وذلك في إطار رؤية ورسالة الدولة المصرية للنهوض بقطاعي السياحة والآثار، وتعزيز ريادة مصر كوجهة سياحية كبرى حديثة ومستدامة، من خلال ما تملكه من موارد ومقومات سياحية وطبيعية وبشرية وأثرية غنية ومتنوعة، والمحافظة على الإرث الحضارى المصرى الفريد للأجيال القادمة.
كما أن أعمال الترميم التي تتم سواء في المتاحف أو المواقع الأثرية تعيد علينا من جديد أحداث حقبة مهمة في التاريخ المصري القديم، ومن ضمن المشاريع التي تتم في الوقت الحالي، تطوير طريق الكباش، وهو أضخم مشروع عالمي يربط معبد الأقصر بمعابد الكرنك بمسافة 2700 متر، حيث يتم وضع اللمسات الأخيرة لافتتاح الطريق من خلال حدث مهيب سيتحدث عنه العالم أجمع.
يتكون الطريق من رصيف من الحجر الرملي تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس كبش “أحد الرموز المقدسة للمعبود آمون” في المسافة بين الصرح العاشر بالكرنك حتى بوابة معبد موت.
وقد تم تشييد هذا الجزء من الطريق خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة، ثم قام الملك نختنبو الأول من ملوك الأسرة الثلاثين بتشييد الجزء المتبقي من الطريق الذي تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس آدمية، وتتخلل قواعد التماثيل أحواض زهور دائرية مزودة بقنوات صغيرة استخدمت في توصيل مياه الري إلى الأحواض.
وقد تمت إضافة بعض الملحقات للطريق في عصور مختلفة، مثل: استراحات للزوارق، ومقياس للنيل، ومعاصر للنبيذ المستخدم في الاحتفالات الكبرى التي كانت تقام على الطريق مثل أعياد الأوبت وعيد الوادى الجميل وغيرها، وحمامات وأحواض اغتسال، ومنطقة تصنيع فخار، ومخازن لحفظ أوانى النبيذ.
بدأت أعمال الحفائر بالطريق في نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثري زكريا غنيم، تبعه الدكتور محمد عبد القادر الذي اكتشف بداية الطريق عند معبد الأقصر في الخمسينيات، ثم قام الدكتور محمود عبدالرازق بالكشف عن أجزاء من الطريق عند معبد الأقصر خلال حقبة الستينيات.
وبعد فترة توقف قام الدكتور محمد الصغير بالكشف عن أجزاء مختلفة من الطريق في منتصفه وعند بدايته بجوار معبد الكرنك خلال الثمانينيات والتسعينيات حتى بداية الألفية الثالثة، تلاه الدكتور منصور بريك، الذي قام بالكشف عن باقي أجزاء الطريق خلال الفترة من 2006م حتى 2011م إلى أن توقف العمل بعد أحداث يناير لنقص الاعتمادات المالية، ليبدأ استئناف العمل مرة أخرى عقب ثورة 30 يونيو للكشف عن باقي أجزاء الطريق وخلال الفترة المقبلة سيتم افتتاحه وسيكون حديث العالم. تحيا مصر.
بقلم أحمد منصور