أكد الدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، أن مؤتمر “الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع» الذي تنظمه «الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم» بدار الإفتاء المصرية، يأتي ضمن الدور الريادي لمصرنا الحبيبة سواء ما تقوم به كدولة، أو مؤسسات، أو أفراد. وأوضح على هامش مشاركته في مؤتمر دار الإفتاء الدولي التاسع لدار الإفتاء المصرية، أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم» تأسست على “التنسيق بين دور الفتوى والهيئات الإفتائية العاملة في مجال الإفتاء في أنحاء العالم بهدف رفع كفاءة الأداء الإفتائي لتلك الجهات، مع التنسيق فيما بينها لإنتاج عمل إفتائي علمي رصين، ومن ثَمَّ زيادة فعاليتها في مجتمعاتها حتى يكون الإفتاء أحد عوامل التنمية والتحضر للإنسانية”. وأشار إلى أن هذا العنوان يضع دور الفتوى والهيئات الإفتائية العاملة في مجال الإفتاء في أنحاء العالم أمام أمرَيْن: الأول: أنه أناط [عَلَّقَ] بهم مهمة البناء الأخلاقي، فليست الفتوى مجرد نقل حكم في واقعة جزئية، وإنما يُراعَى فيها حال المجتمع مِن حول المستفتي كما يُراعى فيها حال المستفتي، فهي لَبِنَةٌ تُوضع في بناء الحضارة. الثاني: أن هذا العنوان يكشف التحدي الذي تواجهه دور الفتوى والهيئات الإفتائية العاملة في مجال الإفتاء في أنحاء العالم، ألا وهو أننا نعيش في عالم متسارع، وهذا التسارع ضد الثبات، والثبات هو مزية الأخلاق التي هي أحد مرتكزات الدين الثلاثة (العقيدة، والتشريع، والأخلاق). ولفت إلى أنه إذا كانت الأحكام التشريعية قد تتأثر الفتوى فيها باختلاف الزمان والمكان والأحوال، فإن عنصري العقيدة والأخلاق عنصران ثابتان لا يتغيران أبدًا، وثبات الأخلاق هو الضمانة الكبرى في عالم تتلاطم فيه أمواج الحروب والاعتداءات والانتهاكات الحسية والنفسية والفكرية، ودعوات الإلحاد، والانحراف، والحرية المنفلتة، والشذوذ، ويكفي ما وقع في حفل افتتاح أوليمبياد باريس هذا العام… فإذا أبى البعض الاحتكام إلى الدين، فلا يبقى إلا ما فُطرت عليه النفوس حتى ما تشوه منها وانحرف من أخلاق يحاولون الآن مسخها. ونوه إلى أن المؤتمر جاء ليضع خُطة العمل التي بها تستطيع دور الإفتاء القيام بدورها، ومواجهة التحديات؛ إن أول شيء هو اجتماع هذه الهيئات، والعمل على التكامل فيما بينها لدعم البناء الأخلاقي، ومواجهة العوائق والتحديات.
المصدر: بوابة الأهرام