موقع مصرنا الإخباري:
رغم أنه يبدو هادئ الطباع إلا أنه حينما يستشعر الخطر على وطنه تجده يتحول إلى مارد ولنا في ذلك عدة أمثلة ربما أبرزها ضربات داعش في ليبيا ومقولة سيادته الشهيرة “سرت خط أحمر”.
اعتدناه مبتسما رغم انشغاله بهموم الوطن وما أكثرها، فلا تستهينوا أبدا بالموقف العام لرئيس يجلس علي كرسي الحكم في العام ٢٠١٤ ؛ لا تستهينوا أبدا بالمعركة الشرسة مع الدولار ؛ ولا تستهينوا يا سادة بوطن فلتت زمام أموره لمدة تزيد عن ثلاثة سنوات – سبقت جلوسه علي كرسي حكمها – ؛ لا تستهينوا أبدا بمجتمع اختلط فيه الحابل بالنابل واخوان مجرمون أخذوا يسوسون في نعش الوطن منذ العام 1928 حتي وصولهم للحكم وامتلاك كافة مقدرات الوطن في لحظة غبراء في العام 2012 – اللهم لا يعيدها أيام – دخلوا من خلالها كافة الغرف السرية وعرفوا دهاليز اعتاد وطننا الغالي ألا يعرفها إلا المخلصين من أبنائه؛ لا تستهينوا يا أحفاد الفراعنة بالظروف المحيطة بالرجل عندما حمل كفنه بين يديه، واتخذ قرار 3 يوليو 2013 التاريخي الذي يعد من وجهة نظري المتواضعة قراراً لا يقل بكل المقاييس عن قرار العبور في حرب العزة والكرامة 73 .
اقرأ ايضاً: أكرم القصاص يكتب…. ماذا يريد الصحفيون من مجلس النقابة؟
لا تستهينوا بالضغوط الخارجية التي نتجت عن قرار 3 يوليو 2013 – كانت ولا تزال ضد رغباتنا – ؛ لا تستهينوا ابدا بالانفلات الامني في سيناء وحرب جيشنا وشرطتنا عليه لمدة سبع سنوات متتالية ؛ لا تستهينوا بأننا جميعا نشعر بعنصر الأمان ونتجول في المدن من شمال البلاد إلى جنوبها شرقا وغربا، نصيف ونعيد، مسلمين ومسيحين على حد سواء في أمان وسعادة ؛ لا تستهينوا أننا رغم كل الظروف ورغم وباء كورونا اللعين نجد علاجنا ونجد مأكلنا ومشربنا وملبسنا، وأمورنا تفوق في وضعها دولاً كبيرة .
لا تستهينوا بكم المهرجانات الثقافية والفنية والمحافل الرياضية التي تقام على أرض مصر رغم كل الصعاب؛ لا تستهينوا بعودة هيبة الدولة وكبريائها وشموخها، بعد لأن كادوا يتلاشوا منذ 28 يناير 2011 – الأسود – إلى أن قامت أعظم الثورات في 30 يونيو 2013 لتصحيح المسار، وإعلان مصر عن نفسها مجددا ؛ لا تستهينوا أن توجه الأعداء والحاقدين أبواقها ضدك بالكذب والظلم والتدليس في أكبر مؤامرة للتعتيم على إنجازاتك – الملموسة على أرض الواقع – والتشكيك في وطنيتك تارة، وفي ذمتك المالية تارة، ومحاولة النيل من أفراد أسرتك بمنتهي الوقاحة تارة؛ الحرب يا سادة من كل اتجاه ومن الداخل أيضا، ويا ويلاه من مؤامرات الداخل ..
مؤخراً ومع قرب وصول كافة المفاوضات مع إثيوبيا بشأن سد النهضة إلى طريق مسدود، خرج علينا الرئيس بتصريح بنبرة حادة ولهجة شديدة – غير -في إشارة واضحة وصريحة أن المساس بمياه المصريين ستكون عاقبته وخيمة على المنطقة بأكملها، الشيء الذي جعلني استشعر الفخر والقوة، واستدعاء عظمة أجدادي الفراعنة صناع الحضارة البشرية؛ وكان هذا التصريح عقب اجتماع على الهواء مباشرة من منطقة قناة السويس شهده العالم أجمع، بعد أن استطاع المصريون تعويم السفينة إيفر جيفن التي عطلت حركة السير بأهم ممر في العالم لفترة قصيرة، وجعلت من كافة دول العالم تتابع التطورات، في إشارة للاعتراف بأهمية ومكانة مصر الدولية؛ ثم جاء الحدث الأكبر في أقل من أسبوع، حيث شهدت القاهرة نقل مومياوات ملوكها القدماء من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط، ليرى العالم احتفالية لا أبالغ حين أوصفها بالاحتفالية الأهم في تاريخ مصر من حيث التكامل والإبهار من جهة، ومن حيث محتوى الرسالة من جهة أخرى؛ في رأيي المتواضع لقد استدعى الرئيس السيسي عظمة مصر وروح الحضارة الممتدة عبر آلاف السنين، ووقف في استقبال الملوك وكأنه يقولها للعالم : إنها مصر يا سادة .. مصر مهد الديانات .. مصر التي تحتوي الجميع .. مصر التي صنعت المعجزات بإيادي أبنائها، ولازالت، وربما خروج صورة احتفال المومياوات خير دليل على كفاءة وقدرات المصريين
أخيرًا أود أن أذكركم جميعا بالحديث القدسي الذي ذكره السيسي منذ سنوات “وعزتي وجلالي لأرزقن من لا حيلة له حتي يتعجب أصحاب الحيل”.. قالها منذ سنوات وقد بدأ بالفعل أصحاب الحيل يتعجبون .. عاش يا سيسي.
بقلم تامر عبدالمنعم