حث رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية أفيف كوخافي مختلف الجهات المختصة في الجيش على وضع خطة هجومية واسعة، لضرب الترسانة الصاروخية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
وكشفت مصادر إسرائيلية أنه حسب تعليمات كوخافي من المتوقع أن تقلص الخطة بشكل كبير، في المراحل الأولى من العملية التي ستندلع في قطاع غزة، قدرات الفصائل على إطلاق الصواريخ إلى أي مدى في جميع أنحاء البلاد وعلى نطاق واسع.
ورجحت ذات المصادر أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي تعملان بمساعدة إيران على مدار الساعة، لإعادة تأهيل البنية التحتية لإنتاج الصواريخ التي تضررت في الصراع الذي استمر أحد عشر يوما بين إسرائيل وغزة في مايو الماضي من هذا العام.
وحسب المصادر فإن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين أقروا بحقيقة أن الجيش الإسرائيلي كان غير قادر على تدمير غالبية ترسانات الجماعات المسلحة من الصواريخ قبل إطلاقها، ويرجع ذلك إلى نقص المعلومات الاستخباراتية الدقيقة.
وجاء في ملخص للجيش الإسرائيلي بعد الحرب على غزة، وفقا لضباط رفيعي المستوى في هيئة الأركان، توصيف الحصول على المعلومات بشأن مواقع هذه الصواريخ باعتباره نقطة الضعف.
وذكر أن هناك من وصف العملية الإسرائيلية بأنها فشلت إذ لم تتوفر للجيش معلومات كثيرة عن القذائف والصواريخ المختلفة الموجودة بحوزة حماس، ولا عن مدى هذه القذائف والصواريخ، وأن الجيش اضطر للبحث عن مواقع ومخازن هذه الصواريخ خلال عملياته، وأنه خلافا لإحباط عمليات من البحر والبر فإن الجيش نجح فقط في تشويش عمليات إطلاق الصواريخ وليس إحباطها.
ووفقا لمعطيات الجيش فقد تجاوزت قدرة حماس والجهاد خلال الحرب على غزة في إطلاق الصواريخ والقذائف المختلفة سقف الـ500 قذيفة وصاروخ يوميا، مع ذلك لم يتم إسقاط واعتراض كل قذيفة وصاروخ تم إطلاقها من القطاع.
وفي اليوم الأول للحرب تم اعتراض وإسقاط 150 قذيفة وصاروخا، أما في اليوم الثاني فتمكن جيش الاحتلال من اعتراض 500 قذيفة وصاروخ، وفي اليوم الحادي عشر للعدوان أطلقت باتجاه إسرائيل أكثر من 500 صاروخ وقذيفة اعترض منها الجيش الإسرائيلي بمنظومة القبة الحديدية نحو 420 قذيفة.
وأشار التقرير إلى أن “حماس تواجه حاليا مصاعب في تجديد ترسانتها من الصواريخ بعيدة المدى، إلا أن هذه المسألة باتت مسألة وقت بعد فتح معبر رفح البري مع مصر”.
وتشكل الصواريخ بالنسبة إلى حماس والجهاد الإسلامي رأس حربة في أي مواجهة مع إسرائيل، إذ تسمح للحركتين بتشويش مجرى الحياة اليومية في إسرائيل، وبثّ الرعب في صفوف مواطنيها، مع عجز القبة الحديدية، وهي النظام الدفاعي الإسرائيلي، عن التصدي لجميع الصواريخ.
مصادر إسرائيلية كشفت أنه حسب تعليمات أفيف كوخافي من المتوقع أن تقلص الخطة بشكل كبير، في المراحل الأولى من العملية التي ستندلع في قطاع غزة
وأظهرت الحروب السابقة أن الحركتين تطوران من مدى صواريخهما مع كل حرب، فيما تبذل إسرائيل جهودا مضاعفة لمواجهة تهريب وتصنيع القدرات الصاروخية، وتحديد مواقع هذه الصواريخ وأماكن إطلاقها.
وتقول إسرائيل إن حماس تستخدم مؤسسات وبيوت المدنيين مواقع لتخزين وإطلاق الصواريخ، لكن الحركة تنفي ذلك.
وسعت حركة حماس إلى تسليح نفسها عبر ثلاث دول وهي سوريا وليبيا وإيران. وتمّ تمويه معدات صناعة الأسلحة، أو شحنات السلاح الداخلة إلى القطاع، بعدة طرق (أحيانا زوارق صيد أسماك، أو عبر قنوات تجارية أخرى) أو تمّ إدخالها عبر الأنفاق عند الحدود المصرية. مؤخرا دمّرت إسرائيل قسما كبيرا من تلك الأنفاق كما شدّدت مصر عمليات ضبط الحدود، ما دفع بالحركة إلى الاستدارة نحو الإنتاج الداخلي.
واعترف رئيس المكتب السياسي لحماس داخل القطاع يحيى السنوار في 2019، بأنه لولا المساعدة الإيرانية “ما كانت حماس لتمتلك القدرة العسكرية التي تمتلكها اليوم”.
وتشكل صواريخ القسام (قصيرة المدى) الجزء الأكبر من ترسانة حماس. وتشير تقارير غربية أن إنتاجها غير مكلف مثل الصواريخ بعيدة المدى.