أكد “حزب الله” اللبناني أنه لا يريد خوض أي نزاع مع السعودية، متهما المملكة بـ”افتعال أزمة مع لبنان وشن حرب عبثية على اللبنانيين”.
وقال نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله”، علي دعموش، خلال احتفال بمناسبة “يوم الشهيد” في بلدة عيتيت الجنوبية، اليوم الأحد: “إننا لا نرغب ولا نريد الدخول في صراع لا مع السعودية ولا مع الدول الخليجية، وحريصون على أن تبقى علاقات لبنان بأشقائه العرب مستقرة ومتينة لكن ليس على حساب سيادتنا وكرامتنا”.
وتابع: “بالأمس اتهم نواب أمريكيون السعودية بذبح اليمنيين، وقالوا إن حصارها المدمر يجب أن ينتهي فورا، فهل تجرؤ السعودية على سحب سفيرها من واشنطن وطرد السفير الأمريكي من الرياض والمطالبة باستقالة هؤلاء النواب من الكونغرس لأنهم صرحوا بذلك؟ بالتأكيد لا تجرؤ على ذلك، ولكنها تفعل ذلك مع لبنان وتصعد وتفتعل أزمة بوجه لبنان وتشن حربا عبثية على اللبنانيين، ويشاركها في حفلة التصعيد بعض اللبنانيين المتسكعين على أبواب المملكة والسفارات ممن اعتادوا على الارتزاق من بعض الدول والجهات الخارجية”.
واعتبر دعموش أن “الهدف الأساسي من التصعيد السعودي تطويق المقاومة وحزب الله وتغيير المعادلة السياسية الداخلية والتأسيس لواقع سياسي جديد يؤدي إلى إضعاف المقاومة وإدخال لبنان في دائرة الانصياع الكامل للإرادة السعودية”.
وشدد على أن “الحرب ضد المقاومة في لبنان فاشلة وخاسرة”، مردفا: “ننصح الذين يحملون هدف إضعاف المقاومة أن ييأسوا، لأن المقاومة في لبنان راسخة ومتجذرة ولا أحد يستطيع إلغاء أو تحجيم دورها في حماية لبنان، فلا تتعبوا أنفسكم، ووفروا جهودكم لكيفية الخروج من ورطتكم في اليمن”.
وأعلنت الحكومة السعودية، يوم 29 أكتوبر، استدعاء سفيرها لدى لبنان للتشاور مع إمهال السفير اللبناني لدى المملكة 48 ساعة للمغادرة، وذلك على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين الرياض وبيروت، المتعلقة بتصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، الذي قال في حديث مسجل لبرنامج “برلمان شعب” على قناة “الجزيرة” في معرض رده على سؤال حول موقفه مما يحدث في اليمن: “شعب يدافع عن نفسه، هل يعتدون على أحد؟.. في نظري هذه الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف”.
واعتبر قرداحي أن “الحوثيين يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي”، ليوجه له أحد الحضور سؤالا: “هل تعتبر أن الإمارات والسعودية تعتديان على اليمن؟”. ورد: “أكيد فيه اعتداء، ليس لأنهم السعودية أو الإمارات ولكن لأن هناك اعتداء منذ 8 سنوات مستمرا، وما لا تستطيع تنفيذه في عامين أو ثلاثة لن تستطيع تنفيذه في 8 سنوات”.
واتخذت الإمارات والبحرين والكويت خطوات مماثلة، ويهدد هذا التوتر الدبلوماسي بتفاقم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان حاليا.
وقالت السعودية مرارا في وقت لاحق إن مصدر التوتر مع لبنان يتمثل في “هيمنة حزب الله” في الساحة السياسية اللبنانية.
المصدر: “المنار”