تعرف على دور إسرائيل بسد النهضة

موقع مصرنا الإخباري:

ناقشت صحف عربية ومصرية تصريحات بعض الكتاب والبرلمانيين في مصر حول “دور” لإسرائيل في أزمة سد النهضة.

وقال الإعلامي مصطفى بكري إن أزمة سد النهضة سياسية تهدف إلى إيصال مياه نهر النيل للدولة العبرية. كما أشار النائب ضياء الدين داوود إلى أن إسرائيل تستخدم إثيوبيا للضغط على مصر وصولا إلى “إسرائيل الكبرى من النيل للفرات”.

كما صرح مصطفى الفقي، الدبلوماسي المصري السابق ورئيس مكتبة الإسكندرية، بأن إسرائيل لها تأثير على ملف سد النهضة لأنها تحلم أن تكون إحدى دول مصب نهر النيل منذ عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مضيفًا أنّ على مصر اللجوء إليها في ملف السد للضغط على إثيوبيا.

وأيّد عدد من الكتاب تصريحات تشير إلى تواطؤ إثيوبيا لتحقيق أهداف إسرائيل “من أجل تركيع القاهرة”، بينما انتقد آخرون مقترح لجوء مصر لإسرائيل للوساطة في أزمة السد.
قول حسني محلي في صحيفة الميادين اللبنانية: “سعت إسرائيل منذ السنوات الأولى لتأسيسها، للحصول على مياه النيل عبر مشاريع ومخطّطات متعدّدة مدعومة أمريكيا. كما كانت المياه من أهم الأهداف التي وضعتها تل أبيب في الاعتبار خلال انفتاحها على الدول الأفريقية بعد احتلال فلسطين عام 1948، فأرادت من خلال هذا الانفتاح تضييق الحصار على مصر والسودان، وهو ما تحقَّق لها لاحقا، وهو ما يجري اليوم”.

ويضيف: “أثبتت التطورات الأخيرة أن مصر ستكون تحت رحمة إثيوبيا، ولاحقًا تحت رحمة دول المنبع، التي تستمر إسرائيل في تطوير علاقاتها بها، وكل ذلك من أجل تركيع القاهرة، ودفعها لاحقًا إلى الاعتذار إلى اليهود، وربما تعويضهم”.

وترى أماني القرم في صحيفة رأي اليوم اللندنية أن “الاهتمام الإسرائيلي بمصادر المياه عموما وبحوض النيل على وجه الخصوص يقع في قلب الفكر الاستراتيجي الصهيوني”.

وتقول: “استندت الحركة الصهيونية على أركانٍ ثلاثة في مطالباتها وتطلعاتها لحدود مشروعها الكبير: أوّلها تاريخي ديني، حيث يقطع الرب ميثاقاً مع إبراهيم حسب سفر التكوين قائلاً ‘أعط لنسلك هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر العظيم/الفرات ‘”.

وتضيف الكاتبة: “ارتباط نهر النيل بالفكر الصهيوني عقيدي واستراتيجي، ومع فشل المشاريع الصهيونية المتعددة التي تتعلق بالاستفادة من مياهه مثل مشروع هيرتزل ومشروع قناة السلام، فإن تطلعات إسرائيل نحو إثيوبيا بلد المنبع لنهر النيل والأسهل اختراقا بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي بزيارات جولدا مائير الأربع إلى أديس أبابا”.

“إسرائيل الخصم والوسيط”
ورفض عدد من الكتاب فكرة اللجوء لإسرائيل للوساطة في أزمة سد النهضة.

وينتقد عبد الله السناوي في صحيفة الأخبار اللبنانية مقترح مصطفى الفقي، ويقول: “من أسوأ ما يحدث الآن ارتفاع بعض الأصوات في مصر تطلب تدخلاً إسرائيليا لحل أزمة السد الإثيوبي بما لها من ثقل وتأثير على مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة والاتحاد الروسي وما لها من صلات عميقة مع السلطة الإثيوبية الحالية”.

ويضيف السناوي: “هكذا وصل التدهور منتهاه، كأنه قبول محتمل بمشروع مدّ نهر النيل إلى إسرائيل، أو أن تكون مصبه الأخير”.

ويقترح الكاتب ضرورة القيام بمراجعة جديّة للعلاقات المصرية الأفريقية، ويذهب إلى أنه “لا توجد حلول في المدى القريب غير أن تأخذ مصر مصيرها في يديها، وأن يرتفع صوتها بلا تردد أو تلعثم، وأن تستخدم كل ما لديها من أوراق قوة حتى يتحسن موقفها القاريّ والدولي، ففي مثل هذه الأزمات الوجودية لا مواقف وسط”.

ويتفق معه حسام عبد البصير في صحيفة القدس العربي اللندنية، قائلاً إن”الاستعانة بإسرائيل للضغط على أديس أبابا مرفوضة”.

ويرفض محمد أبو الفضل في صحيفة العرب اللندنية هذا المقترح أيضا.

وتحت عنوان “إسرائيل الخصم والوسيط بين مصر وإثيوبيا”، يقول أبو الفضل: “لم يقدم مصطفى الفقي الذي كان مرشحًا لشغل مقعد أمين عام الجامعة العربية من قبل اختراعا جديدا حول دور تل أبيب في إثيوبيا منذ عقود طويلة، ولا أحد يجهل العلاقة الوطيدة بين الجانبين، لكن يبدو أنه حاول مسايرة الموجة العربية التي تضع على عاتق إسرائيل كل أوزار حكام المنطقة وهي أيضا التي يمكنها إنقاذهم منها”.

ويضيف الكاتب: “حديث الفقي مستهلك وبعيد عن الواقع العملي ويعيده إلى زمن تجاوزته مصر في إسناد كل أزمة إلى تآمر إسرائيل عليها، وحتى لو كان ذلك ينطوي على قدر من الصواب في بعض الحالات، فمن المفترض أن لدى القاهرة من الأدوات ما يمكّنها من تفويت الفرصة على أيّ جهة تستهدف مصالحها في دول حوض النيل كجزء من الأمن القومي للبلاد، وإلا فأزمة سد النهضة لن تكون الأولى والأخيرة”.

مطالب لإسرائيل
ويأخذ أسامة الغزالي في صحيفة الأهرام منحى آخر؛ حيث يرى أن على مصر مطالبة إسرائيل بتحديد موقفها.

يقول الغزالي: “إن ما فعلته مصر لإسرائيل، منذ مبادرة رئيس مصر الراحل أنور السادات، التى فتحت لها أبواب العالم العربى كله على مصراعيها، بكل أبعادها الهائلة الإقليمية والدولية، والتى لا تزال تتسع كل يوم، تدفعنى لمطالبة إسرئيل بموقف أقل تميعاً وأكثر وضوحا إلى جانب مصر فى معركتها الحيوية بشأن سد النهضة”.

ويضيف الغزالي: “ليس فقط من خلال علاقتها الوثيقة مع إثيوبيا ولكن الأهم علاقتها الحيوية مع الولايات المتحدة، التى اكتفت فى جلسة مجلس الأمن بموقف متميع أيضا يرى فى الأزمة مجرد صراع جيو-سياسى بين مصر وإثيوبيا”.
وزعم مسؤول إثيوبي أن سد النهضة، الذي تبنيه بلاده على النيل الأزرق، ينطوي على ما سماه «بشرى سارة» لكل من مصر والسودان.
جاء ذلك بتصريحات أدلى بها جيديون أسفاو، عضو فريق التفاوض الإثيوبي، أثناء مقابلة مع وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية (إينا).

وقال أسفاو إن الانتهاء من عملية بناء السد يعد «بشرى سارة لدولتي المصب في التقليل من الآثار السلبية لنهر النيل»، حسب ادعائه.

واعتبر أن الدراسات أثبتت أن السد يمكن أن يفيد مصر والسودان «من خلال إزالة ما يصل إلى 86% من الطمي والترسبات»، فضلا عن تنظيم التدفق الثابت لمياه النيل طوال العام ويحول دون حدوث فيضانات غير متوقعة في دولتي المصب، على حد قوله.

وتابع: «العام الماضي، مات الكثير من الناس بسبب الفيضانات، بالإضافة إلى خسارة الاستثمار، لذا من المتوقع أن يقلل سد النهضة من هذا التأثير السلبي على السودان».

وادعى أسفاو أن مصر والسودان «تعرفان فوائد السد»، معتبرا أنه لا ينطوي على تأثير كبير عليهما وفقا لدراسات مفصلة، بل إنهما ستجنيان «فوائد» من السد الإثيوبي.

وتوقع أن يتم الانتهاء من عملية بناء السد التي وصلت الآن إلى أكثر من 80% خلال الملء الثاني للسد في موسم الأمطار الحالي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى