موقع مصرنا الإخباري:
ترشيد الاستهلاك واستحداث موارد جديدة للحصول على المياه هما السبيلان الأبرز لمواجهة الأزمة هذا ما أكده بعض خبراء المياه مؤكدين ان تقليل استخدام المياه وخاصة في الزراعة التى تلتهم الجزء الأكبر منها إضافة إلى مشروعات الدولة من تبطين الترع وإنشاء محطات لتحلية مياه البحر وأخرى لمعالجة مياه الصرف وإعادة استخدامها لري الزراعات بتكلفة تتخطي الـ20 مليار جنيه، هما الطريقان المتوازيان لتحقيق النجاح فكيف يتم ذلك هذا ما نتعرف عليه من خلال التحقيق التالى..
تبطين وتطهير
الدكتورعباس شراقي مديرمركزالموارد المائية بمعهد البحوث المائية يقول إن مشروع تبطين الترع من المشروعات المهمة، للحفاظ على المياه من الهدر وتوصيلها لنهايات الترع فضلًا عن إلقاء المواطنين للنفايات والمخلفات في الترع، كل ذلك كان يعوق حركة المياه، بالإضافة إلى أن بعض المزارعين كانوا يستخدمون آلات الري ويزرعون محاصيل تستهلك كميات كبيرة من المياه، فلدينا من القنوات المائية، أساسية وأخرى فرعية، تصل إلى 30 ألف كيلو متر، وصعب تبطينها بالكامل لذلك تم اختيار حوالى 7000 كيلو متر من هذه الشبكة لتنفيذها هذا العام، بتكلفة تتعدى الـ20 مليار جنيه، وإذا كانت هناك ترع تمر بمنطقة سكنية ربما يكون الأفضل تغطيتها أو تحويلها لمواسير، مثلما حدث فى ترعة الزمر.
جودة المياه
أما عن محطات معالجة المياه، يقول شراقى إن مصر فى السنوات الأخيرة زاد بها استهلاك المياه سواء فى المجال الزراعى أو المنازل، حيث تتم زراعة ما يقرب من 9 ملايين فدان، والمياه بعد الري تصبح غير جيدة للزراعة أو الشرب بعدها، لأنها تحمل ملوحة من التربة، بالإضافة إلى بعض العناصر من الأسمدة والمبيدات، وبالتالى تنقل بعض العناصر الضارة الموجودة فى الأسمدة والمبيدات وتصل الى النيل، مثل مصرف كيما فى أسوان.
بحر البقر
وأكد «شراقي» أن مصرف بحر البقر طوله 190 كيلو مترًا ويمر بحوالي 6 محافظات إبتداء من القاهرة إلى بورسعيد، ويتلقي المصرف خلال تلك المسافة جميع أنواع الصرف «زراعيًا وصناعيًا وصحيًا» ولابد من معالجتها ثم إعادة استخدامها، وهذا ما أشار إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي عن محطة بحر البقر، التى من المقرر افتتاحها شهر يونيه، لمعالجة حوالي 5 ملايين متر مكعب يوميًا، فضلًا عن «محطة المحسمة» التي تم افتتاحها منذ ستة أشهر فى الإسماعيلية التى تعالج مليون متر مكعب يوميًا، هذه المياه سيتم استخدامها فى الزراعة فى سيناء، ومياه بحر البقر سيتم استخدامها فى مشروع ترعة السلام في الزراعة بسيناء، لري 400 ألف فدان، علمًا بأن مشروع المليون ونصف فدان يعتمد بنسبة 90% على المياه الجوفية، ولابد أن تكون الزراعات الموجودة فى الصحراء للنباتات الطبية، ومحاصيل الخضر والفواكه التى تستهلك كميات قليلة من المياه وتعطي إنتاجية عالية وعائد أكبر.
الزراعة المستهلك الأكبر
كما يقول الدكتور نادر نور الدين أستاذ الأراضي الزراعية إننا نعاني من شح وفقر مائي وعجز يقدر بـ42 مليار متر مكعب تم تخفيضها بعد معالجة 20 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعي والصحي والصناعي وللأسف الزراعة هي المستهلك الأكبر للمياه فى مصر، تستهلك طبقًا لبيانات البنك المركزى المصري 62 مليار متر مكعب بالمقارنة بـ10مليارات للاستهلاك المنزلي و2.5 مليار لقطاع الصناعة.
وأضاف نادر نور الدين قائلًا: هناك استراتيجيتان للتعامل مع الشح المائي فى مصر، الأولى تنمية الموارد، والثانية ترشيد الاستخدامات ومنع الإهدار، وتنمية الموارد تشمل تحلية مياه البحر، وتم إنشاء 7محطات لتحلية مياه البحر، رفعت الإنتاج إلى مليار متر مكعب بدلا من 100 مليون فقط، حيث ارتفع إلى 10 أضعاف، ومستهدف فى 2030 نصل إلى 3 مليارات متر مكعب مياه تحلية، وفى عام 2050 إلى 5 مليارات متر مكعب، والتكلفة الإجمالية تصل إلى 70 مليار جنيه.
الري المقنن
أما عن ترشيد الاستخدام ومنع الاهدار للمياه، وأولها مشروع تبطين الترع 20 ألف كيلو متر من إجمالي 30 ألف كيلو متر لشبكة الترع فى مصر حيث نهدر في الترع المصرية من 25 إلى 35 % من إجمالي المياه المنصرفة من السد العالي لأنها ترع مسامية طينية طميية وأحيانا رملية، تفقد جزءًا كبيرًا من المياه الواصلة لها، التى تتراوح من 10 إلى 19 مليار متر مكعب كل سنة، والجزء الآخر فى ترشيد الاستخدامات هو تطوير الرى داخل الحقول، بتوفير قروض ميسرة للمزارعين للنقل من الرى السطحى بالغمر إلى الرى المقنن، سواء الرى المحورى أو بالرش أو بالتنقيط، وهى قروض طويلة الأجل وفائدة قصيرة مع فترة سماح تصل إلى 5 سنوات لتوفير المبالغ اللازمة للرى داخل الحقول، ولابد من استبعاد المحاصيل عالية الاستهلاك للمياه مثل الأرز الذى استطعنا بقرار من تخفيض المساحة المزروعة إلى مليون فدان فقط كل سنة بدلا من 2 مليون لتوفير الاكتفاء الذاتى للشعب المصري من الأرز دون وجود فائض للتصدير، وكذلك استبدال بنجر السكر بقصب السكر الي يستهلك 3 أضعاف الأول.
وأكد الدكتور خالد محمود أبو زيد المدير الإقليمى للموارد المائية بمنظمة «سيدارى» مركز البيئة والتنمية للإقليم العربى وأوروبا، أن تبطين الترعة مشروع مهم للغاية، خاصة فى الترب الرملية ومنع تسرب المياه، ومهم فى الحفاظ على شكل القطاع الرئيسي للترع، فمع الوقت واستخدام الكراكات وخلافه، حدث استبحار للترع وقطاعها يكون غير منتظم، وبالتالي عدم وصول المياه بالكميات المخطط لها، حتى يكون توزيع المياه بالصورة المطلوبة.
وأشار «أبو زيد» إلى أنه يوجد محطات صرف صحي ومعالجته وإعادة استخدامه، معالجة أولية أو ثنائية أو ثلاثية أو رباعية فى بعض الأحيان، وهناك بعض الزراعات التى تتم حسب درجة المعالجة، لأن الزراعات درجة تأثرها بتلوث المياه مختلفة، منها الذى يؤكل نيئ أو بعد الطهي، أو الفاكهة منها التي تؤكل بقشرها مثل التفاح أو تؤكل بدون قشر مثل البرتقال، كل درجة معالجة لها استخدامات معينة.
أما عن محطات التحلية، يقول أبو زيد إنها تعتبر أحد الموارد للاستفادة من المياه، خاصة للمدن الساحلية، لتوفير نفقات النقل وتركيب شبكات لمسافات بعيدة.