ثارت حالة من الجدل على مواقع التواصل في مصر بعد إدلاء الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسين يعقوب بشهادته أمام محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ خلال محاكمة 12 متهما في القضية المعروفة إعلاميا بـ “خلية داعش إمبابة”.
وكانت المحكمة قد أمرت بضبط وإحضار كل من يعقوب والشيخ محمد حسان بسبب تخلفهما عن المثول للاستماع لشهادتهما في القضية. وحضر يعقوب، الثلاثاء، إلى قاعة المحكمة على كرسي متحرك.
وقال رئيس المحكمة للشيخ يعقوب إن “كثيرا من المتهمين اتخذوا من أحاديثكم حجة في أقوالهم”، ولذلك من الضروري أن يحضر للشهادة أمام المحكمة.
ونقلت وسائل إعلام محلية حضرت جلسة المحاكمة بينها صحيفة الشروق (خاصة) قول يعقوب حينما سألته المحكمة عن رأيه فيما أقره أحد المتهمين بأن “الجهاد في سبيل الله هو القيام بعمليات إرهابية”، ليرد يعقوب: “هو قال كدة، يبقى غلطان، لا أظن أن هناك عاقلا يقول هذا”.
وقال يعقوب للمحكمة ردا على سؤاله: هل أنت سلفي؟ إنه لا ينتسب إلى حزب أو جماعة، أما السلفي فقد يكون مُتحزبا والسلفيون لهم منهجهم وفكرهم، نافيا أن يكون منهم إنما هو داعية إلى عبادة الله.
وأضاف يعقوب حينما سألته المحكمة عن الداعية الراحل سيد قطب قائلا إن أكثر حياته عندما التزم كان في السجن وإنه (قطب) “شاعر وأديب في الأساس، ولم يتفقه في علوم الدين ولم يتعلم على يد شيخ”.
وعندما سألته المحكمة عن معلوماته عن جماعة الإخوان المسلمين قال يعقوب: “ماليين الدنيا والشيخ حسن البنا بدايته ساعة إسقاط الخلافة الإسلامية، عمل الجماعة لتنبيه الناس والبحث للوصول إلى الحُكم”.
وتصدر هاشتاج (وسم) #محمد_حسين_يعقوب قائمة الأكثر تداولا في مصر، وتباينت آراء المغردين بين مدافع ومنتقد ومهاجم لآراء يعقوب التي ذكرها في شهادته أمام المحكمة.
وقال الشيخ محمد حسين يعقوب، إن علماء الدين أقِلَّاء في هذا التوقيت، وسألته المحكمة أليس علماء الأزهر الآن هم علماء الدين، فرد الشيخ حسين يعقوب “أن العالِم في الدين؛ هو من شهد له العلماء بالعلم، فقد يكون هناك علماء كثيرون وأنا لا أعلمهم”، والشروط الواجب توافرها في العالم هي 8 شروط، وهي أن يكون حافظا وعالما بالقرآن وتفسيره، ومن ثم عالما بالحديث الشريف، وأن يكون جهبذا في اللغة العربية، وأن يكون عالما في الفقه والأحكام الشرعية” ولا أتذكر غير ذلك.
وفي هذا الإطار نستعرض أبرز تصريحات علماء الأزهر والأوقاف عن شهادة محمد حسين يعقوب
في البداية، علق الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، التابع لوزارة الأوقاف، على شهادة الداعية السلفي محمد حسين يعقوب، أمام المحكمة فى قضية داعش إمبابة: قائلا “بتاع دبلوم المعلمين رايح المحكمة يقول احنا بتوع الصلاة على النبي، وأنا بقوله أنت بتاع غزوة الصناديق، جاي تغسل إيدك دلوقتي وتتبرأ من فتاوى خربت البلد؟”.
واستشهد خالد الجندي، خلال حلقة برنامجه “لعلهم يفقهون”، المذاع على فضائية “dmc”، الثلاثاء، بقول الله- تعالى-: “إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ”، معلقا: “أقسم بالله العظيم كأن القرآن نازل دلوقتي وبيتفسَّر، والآية مش محتاجة شرح”.
وأكمل “أنتوا فاكرين إننا مش هنحاسبكم؟، جاي النهاردة تقول حزبية بغيضة، أومَّال غزوة الصناديق دي إيه؟، طبعا شعب طيب، حقكم تعملوا أكثر من ذلك، والقادم مذهل”.
واستطرد: “انتظروا المزيد والمزيد من سقوط هذه الأوثان البشرية التي خربت ودمرت المجتمع والبلد، وأنا أقول لا قداسة لأحد بعد رسول الله، عوِّدُوا نفسكم على حق النقاش والاختلاف، والدليل، أَدِيه غسل إيده منكم؛ بعد ما ارتكبتكم جرائم ولوثتم إيديكم بالدم.. وأنا بطالب بمحاسبة كل هؤلاء الذين دمروا بلدنا”.
غير مؤهل للفتوى
وعلق الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، على شهادة الشيخ محمد حسين يعقوب، أمام المحكمة.
وقال مهنا، في تصريحات خاصة لـ“صدى البلد”، إن الشيخ محمد حسين يعقوب غير مؤهل للفتوى وفكرُهُ مخلوط بالسياسة، ومؤهلُهُ متوسط، وهو لا يريد أن يُصرِّح بأن الأزهر به علماء؛ لأن وأمثاله لا يقولون الحق تجاه علماء الأزهر.
وأوضح أن الأزهر يعتبر أقدم جامعة إسلامية، وفي بدايته كان مؤسسا لنشر المذهب الشيعي، وقدر الله أن يكون لأهل السنة ونشر المذهب السني.
وتابع: منذ إنشاء الأزهر وهو يخرج رجالا أفذاذا صنعوا التاريخ ومن هنا كان الاستعمار يريد هدم الأزهر بأي لون من الألوان لأن الأزهريين علماء دين وأحباء وطن حتى أن التاريخ لا يذكر لنا أن الأزهريين أخرجوا نابليون بونابرت من مصر.
وأكد أن أتباع الإخوان وداعش ليسوا مؤهلين للفتوى، ولا لإلقاء الدروس العلمية؛ لأنه لا تتوافر فيهم شروط العلماء التي تتجاوز 40 شرطا لابد أن تتوافر في كل عالِم.
وذكر أن الأزهر يدرس لأبنائه الطلاب كل أنواع وشتى العلوم الشرعية والعلمية وكذلك علوم الطب والهندسة والصيدلة.
تعليق الدكتور سعد الدين الهلالي
قال الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إن المستشار محمد السعيد الشربيني وضح المفاهيم الصحيحة للشباب في جلسة الاستماع لشهادة محمد حسين يعقوب.
وأضاف الهلالى خلال مداخلة مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج على مسئوليتي المذاع على قناة صدى البلد، أن الشيخ محمد حسين يعقوب أضاع فرصة للاتجاه السلفي لتصحيح الأفكار المغلوطة.
وتابع أن الدين في قلوب المصريين باختيارهم والدين لله والشيخ محمد حسين يعقوب “هاوي”، والتيارات الدينية تقوم على الفوقية والطبقية.
وأوضح أن الشيخ محمد حسين يعقوب ينتقى الفكر الذي يريده ويطرحه للناس ولم يعرف من هي الفئة الممتنعة رغم أنه يمارس الخطابة وكان يجب أن يوضح من هي الفئة الممتنعة .
وأشار إلى أن وظيفة العلماء هي تعليم وتنوير المواطنين واعترف الشيخ حسين يعقوب أن سيد قطب شاعر وأديب وليس فقيها.
وأكد الهلالي أن شهادة الشيخ محمد حسين يعقوب هي بمثابة شهادة انسحابه من مجال الدعوة فكيف لا يعرف حكم هدم المساجد والكنائس والأضرحة ولا حكم المرتد.
وأشار إلى أن ثورة 30 يونيو صححت الكثير من المفاهيم أمام المواطنين، مشيرا إلى أن الإخوان تجار دين هدفهم الوصول للحكم.
وأكمل أن الفكر السلفي يقوم على تقسيم المجتمع إلى 3 فئات والتقسيم إلى علماء وعوام يهدف إلى سوق الناس باسم الدين ولا بد من دراسة الفكر السلفي بتفاصيله.
وختم أنه يجب على الأزهر والكنيسة والإفتاء والأوقاف والإعلام تحمل مسؤولياتهم لبناء الإنسان فلا بد أن يستقيم المواطن في حياته ليصلح المجتمع.
وأكد الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الشيخ محمد حسين يعقوب أضاع فرصة للاتجاه السلفي لتصحيح الأفكار المغلوطة.
وأضاف، أن الدين في قلوب المصريين باختيارهم والدين لله، والتيارات الدينية تقوم على الفوقية والطبقية، منوها بأن محمد حسين يعقوب ينتقي الفكر الذي يريده ويطرحه للناس، رغم أن وظيفة العلماء هي تعليم وتنوير المواطنين.
وأكد أن شهادة محمد حسين يعقوب أمام المحكمة؛ تكتب شهادة انسحابه من مجال الدعوة، وإعلان فشله في هذا المجال.
وتابع: “محمد حسين يعقوب اعترف أن سيد قطب شاعر وأديب وليس فقيها، ويريد تقسيم العالم على أساس الدين”.
وأكمل: “كيف لا يعرف حكم هدم المساجد والكنائس والأضرحة؟.. وكيف لا يدري محمد حسين يعقوب حكم المرتد؟”.
وقررت المحكمة تأجيل محاكمة المتهمين لجلسة 8 من أغسطس/آب المقبل لحين حضور الشيخ محمد حسان للإدلاء بشهادته.
ويواجه المتهمون في القضية تهمة قيادة “جماعة إرهابية” الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر، وتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها.