اعتبرت تايوان المناورات العسكرية الصينية التي استمرت يومين وانتهت أمس حول الجزيرة “استفزازا صارخا للنظام العالمي” تلزم إدانته من المجتمع الدولي.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة كارين كوو في بيان لها اليوم السبت “إن الاستفزاز الحديث الأحادي الجانب من قبل الصين، لا يقوّض فقط الوضع القائم للسلام والاستقرار في مضيق تايوان، بل هو أيضا استفزاز صارخ للنظام العالمي، يثير خوفا جديا وإدانة من المجتمع الدولي”.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت الصين انتهاء المناورات العسكرية الواسعة النطاق التي كانت تجريها منذ الخميس الماضي حول جزيرة تايوان لإظهار معارضتها لما تعتبر أنها تصريحات انفصالية للرئيس التايواني الجديد لاي تشينغ-تي.
وقال المذيع المسؤول عن الأخبار العسكرية في قناة “سي سي تي في-7” بالتلفزيون الرسمي الصيني مساء أمس إن الجيش الصيني “أكمل بنجاح” مناورات “السيف المشترك “.
وحذرت الصين أمس من اندلاع حرب، وفرضت سفن ومقاتلات صينية طوقا حول تايوان الجمعة في اليوم الثاني من مناورات قالت بكين إنها تهدف إلى اختبار قدرتها على الاستيلاء على الجزيرة بعد أيام من أداء رئيسها اليمين الدستورية.
حملة تخويف
وبدأ الجيش الصيني المناورات صباح الخميس وطوّق تايوان بسفن وطائرات عسكرية متعهدا بـ”إراقة دماء” ما وصفها بأنها “قوى الاستقلال” في الجزيرة. وجاءت المناورات بعد 3 أيام من تولي رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ تي منصب الرئاسة وإلقائه خطابا نددت به الصين باعتباره “اعترافا بالاستقلال”.
وقال وزير الدفاع الصيني دونغ جون الجمعة إن لاي “تحدى بجدية مبدأ الصين الواحدة… وجر مواطنينا في تايوان إلى وضع خطير محفوف بالحرب والمخاطر”.
وأضاف “في كلّ مرة تستفزنا الحركة الداعمة لاستقلال تايوان، سنذهب أبعد في إجراءاتنا المضادة، حتى تتحقق إعادة التوحيد الكاملة للوطن الأم”.
والمناورات جزء من حملة تخويف متصاعدة من جانب الصين شملت عددا من التدريبات العسكرية الواسعة النطاق حول تايوان في السنوات الأخيرة.
ونقل عن تونغ تشن، الخبير في أكاديمية العلوم العسكرية، قوله إن هذا من شأنه أن “يقطع “الأوعية الدموية” في الجزيرة ويمنع “أفواج المساعدات الأجنبية” الخاصة بها”.
حكم ذاتي
يذكر أن تايوان تتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1949، عندما فر القوميون إلى الجزيرة بعد هزيمتهم على يد الحزب الشيوعي الصيني في الحرب الأهلية في البر الرئيسي. وتعتبر بكين الجزيرة جزءا من أراضيها ولم تستبعد استخدام القوة لإخضاعها لسيطرتها.
ولطالما جعل النزاع مضيق تايوان أحد أخطر بؤر التوتر في العالم، وأثارت المناورات العسكرية الصينية الأسبوع الماضي المخاوف من أن الصين قد تستخدم القوة العسكرية لإخضاع الجزيرة لحكم البر الرئيسي.
ودعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى تجنب التصعيد. وحثت الولايات المتحدة ـ أقوى حليف وداعم عسكري لتايوان- الصين أول أمس الخميس الماضي “بقوة” على ممارسة ضبط النفس.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس أن وزير الدفاع لويد أوستن سيلتقي بنظيره الصيني دونغ جون نهاية الشهر في “حوار شانغريلا”، وهو تجمع سنوي لمسؤولي الدفاع حول العالم.
المصدر : وكالات