عقد الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والري مباحثات مع كبار مسئولى دولة جنوب السودان تطورات قضية مياه النيل والموقف الراهن إزاء المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي، في رابع أيام زياته لدولة جنوب السودان.
وأكد عبد العاطي حرص مصر على استكمال المفاوضات للوصول لإتفاق قانوني عادل وملزم للجميع يلبي طموحات جميع الدول في التنمية ، ومشيراً في الوقت ذاته لما أبدته مصر من مرونة في التفاوض خلال السنوات الماضية ، والتي قوبلت بالتعنت الواضح من الجانب الاثيوبي.
وعقد عبد العاطي اليوم عدداً من اللقاءات المهمة مع كبار المسئولين الحكوميين بدولة جنوب السودان ، حيث التقى في جلسات محادثات بجيمس واني نائب رئيس جمهورية جنوب السودان والمسئول عن الملف الاقتصادي ، و توت قادكوث مستشار رئيس الجمهورية ، وبرنابا ماريال وزير الشئون الرئاسية.
وصرح الدكتور عبد العاطي أنه تم مناقشة تعزيز التعاون بين البلدين في عدة مجالات ، ورغبة الجانب الجنوب سودانى في الإستفادة من خبرات مصر في مجال الزراعة لتطوير قطاع الزراعة وتحقيق الإكتفاء الذاتى في جنوب السودان ، والتباحث حول عقد اللجنه العليا المشتركه بين البلدين والمتوقع عقدها خلال شهر يوليو القادم بالقاهره ، وتنظيم معرض المنتجات المصرية والمزمع عقده في جنوب السودان خلال شهر يوليو المقبل ، وانعكاس ذلك على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في جميع المجالات.
وأضاف الدكتور عبد العاطي أنه تم مناقشة موقف المشروعات التى تم تنفيذها أو يجري تنفيذها حالياً لخدمة المواطنين بجنوب السودان وعلى رأسها مشروعات توفير مياه الشرب والحماية من أخطار الفيضانات ، مشيراً الى أن مصر تقوم بتنفيذ المشروعات التى يطلبها أهالى جنوب السودان بحيث تكون هذه المشروعات معبرة عن احتياجاتهم الفعلية.
علاقات قوية
ترتبط مصر وجنوب السودان بعلاقات قوية تعود لعدة قرون، حيث يربط بينهم نهر النيل الذي يعد شريان الحياة بالبلدين، وظهر الترابط بين البلدين في عدة مواقف مميزة، آخرها خلال السيول الضخمة التي اجتاحت البلاد، في سبتمبر الماضي، حيث وجه السيسي، بفتح جسر جوى لتقديم المساعدات العاجلة إلى الأشقاء من متضرري السيول بجمهوريتي السودان وجنوب السودان، وحملت طائرات النقل العسكرية شحنات من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.
عمق أمني وإستراتيجي:
يعتبر جنوب السودان ذا أهميةً استثنائية لمصر، لما يمثله من عمق أمني وإستراتيجي، وفقا لموقع الهيئة العامة للاستعلامات، مشيرًا إلى العلاقات التاريخية الضخمة باعتباره أرض التلاقي والتواصل العربي الأفريقي، لذلك القاهرة كانت من أولى الدول التي أعلنت دعمها لدولة جنوب السودان والاعتراف بها دولة مستقلة، وإقامة علاقات دبلوماسية معها.
وفي إطار دعم مصر لجنوب السودان، سبق أنَّ أرسلت مصر أكبر قوات حفظ السلام الدولية بجنوب السودان، لاستقرار الدولة، كما تعمل على تقديم يد العون في مجالات التعليم والصحة والمشروعات الخدمية والبنية التحتية، والتعاون المشترك فى كافة المجالات.
