تسبب الهجوم التخريبي الإسرائيلي المحدود بالطائرات المسيّرة على أصفهان، فجر اليوم، بموجة كبيرة من السخرية بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، كونه يعدّ رداً تافهاً على ما يقرب من 300 صاروخ وطائرة مسيّرة أطلقتها إيران باتجاه الأراضي المحتلة الأسبوع الماضي. وفي أحد مقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها على نطاق واسع عبر الإنترنت، اليوم الجمعة، تظهر فتاة وهي ترمي طائرة ورقية على مبنى سكني وتقارنها بالضربة الإسرائيلية، وتضحك بينما ترتطم الورقة المطوية بالهيكل الخرساني. وأعاد آخرون استنساخ التجربة مع تكرار التعليق ذاته. ونشرت ناشطة أخرى صورة لحفرة صغيرة جداً محفورة بشكل يدوي في أرض ترابية، معلقةً “أول صورة حصرية للموقع الذي ضربت فيه الصواريخ الإسرائيلية قاعدة شيخاري الثامنة في أصفهان”، مضيفةً “تريد إخافة الناس الذين يأكلون اللبن مع أذن الفيل بطائرة كواد كابتر، أليس كذلك يا عنتر؟”. و”أذن الفيل” هي نوع من المخبوزات المقلية المحلاة المعروفة في إيران، وتحمل هذا الاسم لأنها مصنوعة على شكل أذن الفيل. ونشر آخرون صورة مركبة تجمع طائرة “كواد كابتر” صغيرة الحجم مكتوب تحتها “الرد الإسرائيلي”، وصاروخاً بالستياً مكتوب تحته “الرد الإيراني”. وتحت صورة لطائرة مسيّرة صغيرة جداً موضوعة على باطن كف يد بشرية سأل أحد الناشطين: “جدياً هل أرسلت إسرائيل طائرة صغيرة رداً على صاروخ “عماد” الباليستي؟. وتحت صورة مشابهة كتبت قناة إيرانية غير رسمية على تطبيق “تلغرام”: “هل علينا الرد على هذا؟”. وجمعت صورة مركّبة أخرى ثلاثي خط الهجوم المرعب في فريق “برشلونة” الإسباني في مرحلة سابقة، الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار والأوروغوياني لويس سواريز، وقد كُتِبَ تحتها “خط هجوم إيران”، وإلى اليسار صورة للشخصيات الكرتونية جو وجاك ووليام، وهم الاخوة السذج الثلاثة الذين يشكلون “عصابة دالتون” في مسلسل الكارتون الأميركي الذي يحمل الاسم نفسه، وقد كُتِبَ تحتها “خط هجوم إسرائيل”. ونشر أحد الناشطين صورتين إحداهما لنسر مهيب، والثانية لأحد أفراخ الطيور التي لم يكس جسدها الريش بعد، وكتب تحتها “إسرائيل في الإعلام وعلى أرض الواقع”، وتضمنت تغريدات أخرى صوراً لقط أليف وصغير الحجم مقابل نمر ضخم مع التعليق ذاته. وأكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أنه بينما يتداول الإيرانيون النكات والمنشورات الساخرة حول حجم الهجوم التخريبي، فقد وصف مسؤولون في “إسرائيل” الهجوم بالضعيف، وقالت الصحيفة إن النقاد في البرامج الإخبارية الصباحية في “إسرائيل” أقروا بأن الضربة لا يبدو أنها تسببت في أضرار كبيرة في إيران. ويُظهر الهجوم الذي أكدت إيران أنه ليس من خارج البلاد، أنّ “إسرائيل” لجأت إلى تفعيل أدواتها الداخلية للقيام بعملية تخريبية في إيران عبر عدد محدود من المسيّرات. وفي هذا السياق، قالت صحيفة “إسرائيل هيوم”، إنّ النطاق المحدود للهجوم، وعدم تبنّي “إسرائيل” المسؤولية عنه، يسمحان للإيرانيين بأن يقولوا لشعبهم وللعالم إنّه “لا يوجد شيء”، لأنّه “لم يكن هناك شيء”.
المصدر :الميادين