قال عضو فريق التفاوض الإثيوبي في سد النهضة، يلما سيليشي، إن الملء الثاني لسد النهضة أزال كل الالتباسات التي أثارتها مصر والسودان فيما يتعلق بتأثير السد على دول المصب.
وأضاف سيليشي، أن استكمال المرحلة الثانية من ملء السد هو فصل كبير لتحقيق الأهداف النهائية للمشروع، مشيرا إلى أن الجولة الثانية من ملء السد إنجاز كبير، ولها دور في إزالة الالتباسات التي أثارها بعض الفاعلين الدوليين ودولتا المصب بأن إثيوبيا لا تستطيع ملء السد بنجاح.
وأكد سيليشي أن الانتهاء من الملء الثاني أثبت أيضا التزام إثيوبيا طويل الأمد بإنجاز السد دون الإضرار ببلدان المصب، مضيفا أن السد الذي يتم بناؤه من قبل الموارد الخاصة للإثيوبيين أوشك على الانتهاء حيث تم الانتهاء من أكثر من 80% من إجمالي البناء.
وأشار إلى أنه “بمقاومة الضغوط التي فرضتها مصر والسودان وحلفاؤهما على مدى الأشهر الماضية، وصلنا إلى المستوى الحالي بالتزامنا الكامل بكافة المسؤوليات”، داعيا المصريين والسودانيين إلى البدء في تحليل حقيقة أن الملء الثاني للسد لم يتسبب في أي ضرر كبير لدولهما، ودفع حكومتهما لتعزيز التعاون حيث أن سد النهضة لديه الكثير من الفوائد لدول المصب خاصة والمنطقة بأكملها.
وأعلنت إثيوبيا، الاثنين الماضي اكتمال الملء الثاني لسد النهضة، ووجهت رسالة طمأنة إلى مصر والسودان بأنه لن يلحق بهما أي ضرر، وأن تدفق المياه إلى دولتي المصب سيستمر بانتظام من خلال الفتحتين الموجودتين بسد النهضة لتمرير المياه.
من جهتها، تحدثت وسائل إعلام مصرية عن فشل الملء الثاني لسد النهضة وفق المخططات الإثيوبية، فيما أعلنت السلطات السودانية رفض إجراءت إثيوبيا الأحداية وسياسة فرض الأمر الواقع.
وأكد الدكتور هانئ رسلان، مستشار مركز الأهرام لشؤون السودان وحوض النيل، أن إعلان أديس أبابا اكتمال الملء الثانى والاحتفال بذلك ليس إلا محاولة لتوظيف هذه المسألة لتوجيه رسائل إلى الداخل الإثيوبي؛ للتغطية على الوضع الكارثي الذي تعانيه الشعوب والقوميات الإثيوبية ما بين الحروب والمذابح والهزائم.
واعتبر الدكتور هانئ رسلان أن كل ما تفعله إثيوبيا هو بروباجندا إعلامية زائفة لخدمة أبي أحمد وحكومته في الداخل.
وقال رسلان لـ«المصري اليوم»: «إن إثيوبيا فشلت بشكل ذريع في استكمال الملء الثاني، حيث لم يذكر وزير الري الإثيوبي الكمية التي تم تخزينها، والتي هي بإجمالي 7 مليارات متر مكعب تقريبا للملء الأول والثاني معاً، في حين أن المخطط له كان 18.5 مليار، وذلك بسبب الفشل في استكمال أعمال التعلية في الممر الأوسط».
وأضاف: «الشاهد أن وزير الري الإثيوبي لم يستطع أن يعلن للداخل بالتحديد الكمية التي اشتمل عليها الملء الثانى، في تضليل متعمد».
وتابع الدكتور هانئ رسلان: «من الواضح أن الطرف الإثيوبى أصبح في حالة فقدان كامل للمصداقية حيث إن وزير الرى الإثيوبى ذكر في رسالة رسمية موجهة إلى مصر والسودان أن الملء الثاني سيكون بحجم 13.5 مليار متر مكعب، وأن الإجمالي سيصل خلف السد إلى 18.5 مليار متر مكعب، في حين أنه كان يعرف أنه من المستحيل تحقيق ذلك، وقد كذب عامدا متعمدا».
وأوضح رسلان أن الأمر نفسه ينطبق على توليد الطاقة، فقد كان من المفترض أن يعمل التوربينان أسفل السد منذ أن تم الملء الأول، والذي كان مستهدفاً أن يصل إلى 4.9 مليار متر مكعب، إلا أن الملء لم يصل إلى هذا الحجم، لأن إثيوبيا فشلت أيضا في إتمام التعلية المطلوبة، إذ كان من المفترض أن يصل ارتفاع السد إلى 565 متراً فوق سطح البحر، بينما وصل فقط إلى 560، وبالتالي لم يعمل التروبينان أسفل السد.
وقال رسلان: «في الوقت الحالى وبعد الإضافة المحدودة للملء الثانى فإن التوربينين أسفل السد لن يعملا أيضا، حيث أعلن وزير الرى الاثيوبى أنهما غير جاهزين للعمل وأنه سيجرى تجهيزهما في الشهور القادمة».