الاهتمام بالرياضة بات سمة مميزة للمجتمع المصري في الوقت الراهن، والأسر المصرية تحرص على تعليم أبنائها وبناتها الرياضات المختلفة، سواء من خلال الأندية، أو مراكز الشباب المنتشرة في قرى ومراكز الجمهورية، وصارت على أعلى مستوى من التجهيز والإعداد، بل تحولت إلى حاضنات آمنة للأبطال الأولمبيين، ونموذج لاستيعاب الشباب وتفريغ طاقاتهم، وأكبر دليل على ذلك فريال أشرف، البطلة الأوليمبية، التي حصلت على الميدالية الذهبية في طوكيو وهي بنت مركز شباب الأندلس بالمرج، ومن قبله نادى المطرية الرياضي.
لفت انتباهي مشروع حضاري كبير تتولاه وزارة الشباب والرياضة في الوقت الراهن، للكشف عن الموهوبين رياضياً، على مستوى مختلف الألعاب، حتى يكون ذخيرة حقيقية تدخل بها مصر دورة الألعاب الأوليمبية 2024 بصورة جديدة وإعداد مختلف، ونماذج مبشرة قادرة على اقتناص الجوائز وتحقيق ميداليات دولية لمصر، وأتصور أن هذا مشروع قومي لا يقل أهمية عن المشروعات الكبرى في الجمهورية الجديدة.
الإدارة العامة للموهبة، في وزارة الشباب والرياضة هي المسئولة عن المشروع القومي للموهوبة والبطل الأوليمبي، وتتولى إجراء الاختبارات البدنية والقياسات الفسيولوجية للمتقدمين بمركز شباب الجزيرة، للكشف عن الموهوبين رياضيا في الألعاب الذي يستهدفها المشروع، وهي “العاب القوى التايكوندو، الجودو، المصارعة، الكاراتيه، رفع الأثقال، الملاكمة، تنس الطاولة، الاسكواش، كرة السلة، كرة اليد، كرة القدم”.
الريف المصري مملوء بآلاف النماذج، التي يمكن الاستفادة منها في مشروع البطل الأوليمبي، والمتميزين رياضياً، وهناك المئات من الشباب يمكن أن يكونوا إضافة حقيقية لهذا المشروع حال اكتشافهم وصقل مواهبهم بالصورة التي تؤهلهم ليصبحوا أبطال المستقبل، لكن هذا الأمر مرهون بحجم الدعم والرعاية لهذه الفئة، وقدرتهم الشباب أنفسهم على الاستمرار والتطور بالصورة التي تسمح لهم بالمشاركة في دورة الألعاب الأوليمبية، المنتظر انعقادها في باريس 2024.
المشروع الواعد الذى تتبناه الدولة وتشرف عليه وزارة الشباب والرياضة يحتاج إلى دعم كبير من جانب الإعلام، حتى تصل الفكرة إلى مختلف ربوع المجتمع المصري، ويصل صداها إلى 27 محافظة، من الإسكندرية إلى أسوان ومن سيناء إلى السلوم، حتى يتمكن النشء والشباب من المشاركة واغتنام الفرصة، التي تكفل لهم تدريب وتأهيل ورعاية خلال السنوات المقبلة، ليصبحوا خلال سنوات معدودة نجوم داخل المجتمع الرياضي، وتتنافس مختلف الأندية على ضمهم إلى الفرق الرئيسية، لذلك يجب تقديم كل الدعم لهذا المشروع الواعد، والتفكير في كيفية التوسع فيه، بحيث نضمن له الاستمرار والبقاء.
الآمال كبيرة في مشروع إعداد وتجهيز البطل الأوليمبي، وتحمل بشارات واضحة بأن مستقبل الرياضة المصرية في الألعاب الفردية والجماعية يسير بشكل أفضل، وأن أبناء النيل بمقدورهم أن يقدموا نماذج ملهمة لكل دول العالم، وأن يحصدوا عدد غير مسبوق من الميداليات، ويرفعوا علم مصر عالياً في أولمبياد باريس 2024.
بقلم محمد أحمد طنطاوي