جهات إسرائيلية قلقة ليس فقط من أن واشنطن تعود إلى المحادثات في فيينا من دون معلوماتٍ حقيقية حول النوايا الحقيقية لطهران، بل وفي الأساس من دون خطة بديلة.
نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” مقالاً للكاتب عودِد غرانوت ذكر فيه أنّ “إيران أصبحت دولة حافة نووية، وإسرائيل بقيت لوحدها”، مشيراً إلى أنّ إعلانات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأن كل الخيارات على الطاولة “قيلت بلغة ركيكة”.
وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:
أسبوعٌ قبل استئناف محادثات النووي في فيينا، ويصل اليوم إلى طهران رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية، رفائيل غروسي، وهو قلقٌ جداً. في تقريرين للوكالة، تكررت الكلمتين “قلقٌ بالغ” عدة مرات.
الخلاصة المُقلقة التي تظهر من الوثائق هي أن إيران استغلّت جيداً الوقت منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في سنة 2018، كي تقصّر المسافة في الطريق إلى قنبلة نووية، ضمن انتهاكها لكافة التزاماتها. لقد خصّبت يورانيوم إلى مستوياتٍ مرتفعة، وصنعت وركّبت أجهزة طرد مركزي سريعة، وغير ذلك.
إذا كان الاتفاق النووي في العام 2015 قد خطط لإبعاد إيران ما لا يقل عن مسافة عام عن جمع ما يكفي من اليورانيوم المخصّب الكافي لصنع قنبلة واحدة، فإن المسافة الآن قصُرت وتبلغ 3 أسابيع فقط. خبراء يقدّرون أنه سيستغرقها عام ونصف إلى عامين كي تركّب قنبلة على شاكلة رأسٍ حربي نووي.
صحيح أن إيران لم “تخترق” بعد إلى قنبلة، وربما لم تقرر نهائياً بعد ما إذا تفعل هذا، لكنها أصبحت دولة حافة نووية. فإلى جانب اليورانيوم المخصّب الذي جمعته، وإلى جانب أجهزة الطرد المركزي السريعة التي ركّبتها – فقد امتلكت أيضاً تكنولوجيا واكتسبت خبرة على مر السنين، سيكون من الصعب إلى مستحيل تدميرهما أو محوهما.
هناك علاقة مباشرة بين زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية لطهران، وبين المحادثات التي ستُستأنف بعد أسبوعٍ في فيينا. مسألة تفتيش منشآت النووي هي عقبة كأداء جسيمة في كل بحثٍ حول إحياء الاتفاق النووي.
في محادثاتٍ خاصة، يعترف موظفون أميركيون أن الإيرانيين يواصلون إخفاء ليس فقط ما يجري في مواقعهم النووية، بل أيضاً نواياهم حيال المحادثات في فيينا. هل يريدون بالفعل التوصل إلى اتفاق أم مجرد كسب وقت؟ هل سيُصرّون على العودة إلى الاتفاق الأصلي، الذي أُفرغ من محتواه، أم سيوافقون على اتفاقٍ أكثر تقييداً وأبعد مدى؟ احتمال منخفض، وبداهةً، هل سيُصرّون على رفع العقوبات أولاً والحصول على ضمانات بعدم إعادة فرضها (ما سيُفشل أي اتفاق) أم سيوافقون على حلولٍ وسط؟
كذلك شخصية رئيس الفريق الإيراني إلى محادثات فيينا تُسهم في خفض التوقعات. نائب وزير الخارجية، علي باقري كنّي، هو النقيض لمحمد جواد ظريف: محافظ، متطرف، مقرب من خامنئي، الذي عارض الاتفاق النووي.
في هذه الظروف، جهات إسرائيلية قلقة ليس فقط من أن واشنطن تعود إلى المحادثات في فيينا من دون معلوماتٍ حقيقية حول النوايا الحقيقية لطهران، بل وفي الأساس من دون خطة بديلة في حالة فشل المحادثات. إعلانات إدارة بايدن بأن “كل الخيارات على الطاولة” قيلت بلغة ركيكة، وتفرض على “إسرائيل” مواصلة الاستعداد لحالة تضطر فيها للعمل وحدها.
المصدر: الميادين