إسرائيل تسعى لجرّ الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران: دور اللوبي الصهيوني بقلم أحمد آدم

موقع مصرنا الإخباري:

إسرائيل تسعى لجرّ الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران: دور اللوبي الصهيوني

 

يشهد العالم حالياً توتراً متزايداً بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو توتر يعكس اختلافات عميقة في السياسات والمصالح بين الطرفين، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الحساسة في منطقة الشرق الأوسط. هذا التباين في الرؤى والسياسات يترك آثاراً كبيرة على مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية.

منذ تولي بايدن الرئاسة، سعت إدارته إلى تحقيق جملة من الأهداف الإقليمية التي تتماشى مع رؤيتها لحل الصراعات المستمرة في المنطقة. من أبرز هذه الأهداف إنهاء الحرب المشتعلة في قطاع غزة وإعادة فتح الطريق نحو حل الدولتين كحل وحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. كذلك، تحاول إدارة بايدن تجنب أي تصعيد إضافي مع إيران وحزب الله، إدراكاً منها بأن اندلاع نزاع واسع قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع لا ترغب في خوضه.

في المقابل، يبدو أن نتنياهو يتبنى نهجاً مختلفاً تماماً. فهو يسعى بشكل واضح لتعطيل جهود السلام، خاصة تلك التي تتعلق بغزة وحل الدولتين. بل ويبدو أنه يعمل على زيادة التوترات في المنطقة، بهدف جر الولايات المتحدة إلى صراع مع إيران، وهو ما حاول تحقيقه عدة مرات خلال الأشهر الماضية.

ورغم التزام الولايات المتحدة التاريخي بدعم إسرائيل، تحاول إدارة بايدن جاهدة تجنب الانجرار إلى حرب مفتوحة مع إيران أو حزب الله. تسعى واشنطن إلى منع التصعيد والعمل على احتواء الموقف، كما أظهرت ذلك في عدة مناسبات، منها الرد على الضربة الانتقامية الإيرانية في أبريل الماضي. يبدو أن استراتيجية بايدن تتمحور حول الردع بدلاً من التصعيد، مع الحفاظ على القدرة على الدفاع عن إسرائيل إذا ما تعرضت لهجوم لا يمكنها التصدي له بمفردها.

يثير هذا الوضع تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. هل تستغل إسرائيل قوة اللوبي الصهيوني في واشنطن لتحقيق مصالحها، أم أن الولايات المتحدة تستغل إسرائيل كأداة لتحقيق استراتيجياتها في المنطقة؟ هذه الأسئلة تعكس الجدل القديم حول مدى تأثير اللوبي الإسرائيلي في صنع القرار الأميركي. ورغم الاعتراف بنفوذ هذا اللوبي القوي، فإن ذلك لا يمنع الولايات المتحدة من ممارسة ضغوط على إسرائيل عندما ترى أن ذلك يخدم مصالحها.

في هذا السياق، يحاول نتنياهو كسب المزيد من الوقت، على أمل أن يتغير الوضع السياسي في الولايات المتحدة مع الانتخابات الرئاسية المقبلة. فهو يراهن على فوز دونالد ترامب، الذي قد يساعده في الخروج من أزماته الحالية. وفي الوقت ذاته، يحاول نتنياهو تجنب توقيع أي صفقات لا تتماشى مع مصالحه الشخصية والسياسية، بما في ذلك صفقات تبادل الرهائن بالشروط الفلسطينية.

أخيراً، يمكن النظر إلى العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من خلال نظريتين متكاملتين. الأولى ترى أن اللوبي الصهيوني يستغل الولايات المتحدة لخدمة مصالح إسرائيل، مستشهداً بتأثيره الكبير على مراكز صنع القرار في واشنطن. أما الثانية، فترى أن إسرائيل ليست سوى أداة في يد الولايات المتحدة لتحقيق مصالحها في الشرق الأوسط. كلا النظريتين تعكس جوانب مختلفة من العلاقة المعقدة بين البلدين، وهي علاقة تتسم بتبادل التأثير والتأثر وفقاً للظروف والمصالح المشتركة.

في المحصلة، يمكن القول إن إدارة بايدن تحاول إيجاد توازن دقيق بين دعم إسرائيل ومنع التصعيد، بينما يسعى نتنياهو لاستغلال كل فرصة لتعزيز موقفه الداخلي والخارجي، حتى لو كان ذلك على حساب العلاقات مع حليفته الكبرى.

أحمد آدم

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى